نهاية حبي على أموج بحر الحرمان

تذوقته فكان :
ألذ من المر

واطعم من الصّبر

وأشهى من العلقم

بكل رغباتي للتجربة :

حبسته داخلي واسقيت به عروقي وألأمت به سعادتي

وعالجت به شقوتي
اشربته كياني فعيّشني في عالم آخر وامتداد فاحم وفلك ضائع

تجرعته بكل عشقي للألم

وهيامي بالسقم

رضيت به فكواني .. أتعبني ... أشقاني

رجوته أن يرفق بي

فما زادني إلا تقرحا

ولا نابني من قسوته إلا تأوّها

ولا اعتراني من جفوته الا انطواءا

تلحفت بعزلتي وارتضيت بها ملجأ

ولا زادني الا صمتا وسكوتا

لا بل صبرا على تحمله

ألا يا بحر الحرمان ترفق بقلب وبروح قد أتعبها وشواها اللظى

ولعب بها لهيب الجوى.....

وقاسى من كل آلام الدنيا بكل ماحوى...

آلا يا بحراً مدُّه جروح وجزره قروح وبين هذا وذاك تزيد الملوح على حياة لا تنقصها الدموع...

ألا يا بحراً أطل ّ عليه قمر السعادة فهجره

وغابت عنه نجوم الابتسامة....

ولامست الأرض بكل دمعة.. وعثرة ....ومهانة...

ما عاد بالشاطئ رمل ولا حجر ولا عشب....

ولا بملابسات الأقدام موطئ...ولا بمناجاة البحر مؤنس... ولا لنظر العاشق والمفكّر مقبل.....

ألا يا بحراً قد أخذني لاعماقه... وأسرني بين مرجانه... وحاصرني بين مخلوقاته...

لم تزورني في وقت نسيت فيه ألمي؟؟؟؟

لم وقت سعادتي؟؟؟

لم قيّدتني في عزلتي؟؟؟


أعلم أن لك شاطئ فأوصلني إليه...

فالأرض قد يبست... والشواطئ قد هُجرت... والسماوات تلبّدت... والعيون تحجرت... والأفكار

تراجعت... والأيام قد قست... والسنين قد طالت....

صدقني

إن لم تسرع في إنحسارك عني

فأشك أن اليوم الذي تأتي فيه ابتسامتي ستجدني...
ولحظة آمالي ستفرحني....

وحتى أوقات سعادتي ستقابلني...

لأنها ستجد جثة هامدة قد أعياها الانتظار...

وكُتب على محياها الحرمان...

ونُقش على جسدها التعب والذل والهوان...

ونالها من ماؤك كل المآسي والأحزان.....

وارتمت أرض على أرض بوار...

فلا أظن أن الذي قد أماتها سيحييها....


فأرجووووووك!!!!!!

لا تتأخر

أقبل ولا تُدبر...

كن لمرة واحدة:

رحيماً... رفيقا... مساعداً....

أواااااااااه

لقد فاض بي الطوفان

فلم تعد أسواري ....

ولا سُرُجي....

حتى جميع حواجزي

لم تعد تستطع الجلد أكثر من ذلك....

بحر الحرمان....

لو لم تقبل سريعاً

فعالمي سينتهي

على يديً مدك

وسيقان جزرك

وجسد موجك

فخذ بحرك بعيداً عني
وارحل به عن عالمي...